في اليوم ١٥ من فبراير كان احتفال الرومان بعيد “لوبركيليا” وكانوا يقدمون في هذا اليوم أنواعا من القرابين لآلهتهم الوثنية التي يعتقدون أنها تصرف عنهم أذى الذئاب، ولتسلم مراعيهم من الأذى، وكان ذلك في عطلة الربيع عندهم.
وبعد أن بدأت النصرانية في الظهور، كانت الإمبراطورية الرومانية يحكمها “كلايدوس الثاني”، والذي حرم الزواج على الجنود؛ حتى لا تؤثر الارتباطات العاطفية وتكوين الأسر على معنوياتهم القتالية.
وهنا تصدى لهذا القرار القس النصراني “فالنتاين” والذي رأى أن هذا القرار مجحف، فأخذ يبرم عقود الزواج للجنود سرا فترة من الزمان، حتى كشف أمره، وحكم عليه بالإعدام.
والقساوسة والرهبان عندهم لا يجوز إقامة علاقات عاطفية ولا أن يتزوجوا، ومع ذلك وقع القديس فالنتاين بحب ابنة السجان، وقد عرض عليه الإمبراطور ترك النصرانية؛ ليزوجه ابنته، فيكون له صهرا، إلا أنه رفض وتمسك بنصرانيته، فحكم عليه بالإعدام في ١٤ فبراير/ ٢٧٠ ميلادية، ليلة ١٥ التي تصادف عيد “لوبركيليا” الروماني.
وبعد انتشار النصرانية في أوربا، احيا النصارى ذكرى “فالنتاين” الذي أطلقوا عليه بعد إعدامه “القديس” الذي فدى النصرانية بروحه، وأصبح عيد الحب، الذي نراه اليوم يوما للانحلال وتعاطي المحرمات بأشكالها المختلفة!!
وفي الحقيقة إننا لسنا بحاجة الى استيراد هذه الذكرى في هذا اليوم، وإنما بحاجة إلى إحياء وتصدير الحب المرتبط بالوحي في كل يوم؛ فهو شامل الحب الإلهي والنبوي، والمؤمنين، وكل حب بعد ذلك فهو في الله إذا ما نوى صاحبه ذلك، إلا ما نهى عنه الشارع من الفوضى والفجور واتخاذ الاخدان، والكآبة، كمظاهر ذكرى اليوم!!.
الحب الزكي الطاهر الذي لو خلت منه حياة الإنسان لكان أشبه ما يكون بالحجارة، فمعرفة الله بالحب (يحبهم ويحبونه) والقرب من الحبيب المصطفى بالحب(اشتقت إلى إخواني) وأعلى مراتب المعرفة للعاشقين بالحب، والانوار الساطعة لهم وعليهم ومنهم محبة(المتحابون بجلالي) والعلاقات الإنسانية الطاهرة كلها مبنية على معزوفة هذين الحرفين!!
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.