إن سنن التغيير المجتمعي مرتبطة ومشروطة بتغيير واسع وإصلاح في العطب الذي لحق ذلك المجتمع، لا بالتغيير والإصلاح الفردي فقط، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: 《نعم، إذا كثر الخبث》فمثلا: لو أن أناسا قلة لم يغالوا في مهور النساء، ويسروا أمر بناتهم واولادهم، ولكن ثقافة المجتمع العامة المغالاة في المهور، وإرهاق الزوج بالنفقات، وفي بعض البلاد الزوجين وأهلهما!؛ لوجدنا الفتنة في الأرض والفساد العريض الذي نشهده في بعض بلادالمسلمين، من أطفال شوارع، والعزوف عن الزواج، واللجوء إلى الحرام، وما نفع المجتمع أولئك القلة الذين وافقوا السنة، بل نفعوا أنفسهم فقط!!
كثر الخبث في قوم نوح عليه السلام، فنجاه الله والقليل الذي معه، وأهلك قومه الطوفان، وكثر الخبث في قوم لوط وكانت ثقافة المجتمع فعل المنكرات وعدم التناهي عنها، فنجا الله لوطا عليه السلام، وأهلك قومه بقلب الأرض فيهم وأمطروا بحجارة من نار، وهكذا مع بقية العقوبات العامة للاقوام الأخرى
وقوم يونس لما تغيروا واتخذوا منهج الإصلاح وآمنوا؛ متعوا إلى حين!!.
فلا بد لمجتمعاتنا المسلمة من وقفات في التصالح مع ربها، ومواقف مشرفة بدلا من السلبية تجاه المظالم التي تمارس عليها، ومن العبث بوعيها وتفريغها من عقيدتها، ومن الهجمات التي تنال من ديننا وثوابتنا، ومع مشاريع الدجال الذي يريد بها تخدير مجتمعاتنا، لتقبل الشهوات التي يزينها لهم، ومع المأجورين الذين يروجون للخبث بأنواعه، وان لا تجعل القدر والعلماء شماعة!!
قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد: ١١]. وقال سبحانه: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَٰتٍۢ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ) [الأعراف: ٩٦]. نعم؛ إن من يرفع الوعي، ويوقظ النائم، وينبه الغافل ويعلم الجاهل ويوجه بوصلة المجتمع؛ هم العلماء والمصلحون، ولكن ما حال المجتمع وتفاعله وسلوكه؟!!
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.